![]() |
مانشيت وتفاصيل الخبر من صحيفة الأهرام المصرية |
استيقظت مصر صباح اليوم السبت على خبر رئيسي في قسم الحوادث والقضايا عن القبض على شبكة نصب تستخدم التسوق عبر الانترنت
خلال النصف الثاني من شهر مارس وأثناء ركوبي تاكسي مع أحد الأصدقاء فوجئنا بالسائق الأربعيني أو الخمسينيّ يدعونا للانضمام إلى شركة جلوبال والتي كما شرحها لنا تعتمد على دفع ثلاثمائة جنيه أو دولار مقابل الحصول على مساحة إعلانية على عدة مواقع انترنت، وبعد ذلك تقوم هذه الشركة المزعومة بإعطاءي إعلانات مختلفة لكي أضعها على المساحات الإعلانية مقابل دخل شهري أحصل عليه من الشركة التي وصفها بأنها وكيل إعلانات الانترنت لكبرى الشركات العالمية مثل كوكاكولا وغيرها
تظاهرت أنا وصديقي بالاقتناع مما دفع الرجل لإقناعنا بالمزيد فأخرج كشفا على ورقة به جدول يحتوي أسماء وأرقام وقال لنا إن هذا كشف توريد الحساب الذي قام هو شخصيا بتوصيله لهؤلاء الذين اشتركوا في هذه الشركة المربحة على حد وصفه والتي تمنح عمولات للشخص عن كل عميل جديد، ولم ينسَ الرجل بالطبع أن يعطينا رقم هاتفه المحمول لكي نتصل به لعمل اشتراك جديد
بالنسبة لنا، فقد كان القرار محسوما في أن شركة جلوبال هذه أو أيا كان اسمها ما هي إلا حيلة جديدة للنصب على المواطنين تستغل ظروفا اقتصادية متعسرة بعد ثورة 25 يناير، و جهلا مطبقا بالتجارة الالكترونية وأبجديات مواقع الانترنت
اللافت هو حجم الأموال التي نجحت شبكة النصب المشار إليها في جريدة الأهرام اليوم في جمعها وتكديسها والتي تعني انخراط كثيرين في الترويج لهذه الأنشطة لهثا وراء أرباح مغرية، وهو ما يسترعي الانتباه إلى أهمية التوعية المجتمعية
للأسف الشديد فإن الصورة الذهنية لدى كثير من المصريين عن الانترنت لا تزال تضعها في خانة عدم الثقة سواء مواقعها أو معلوماتها أو أدواتها، خصوصا وأن ألاعيب حواة النصب وهواة الاحتيال امتدت إلى حسابات بورصة وهمية على مواقع انترنت للاستيلاء على الأموال، بما يقصر التوظيف الإيجابي للانترنت على شريحة محدودة من ذوي التعليم العالي و الدخل فوق المتوسط معا
إذا كانت هنالك قطاعات تجارية تحتاج إلى حملات توعية و آليات تعريف فإنهما ولا شك قطاع الأجهزة الطبية (سماعات الأذن الطبية مثلا) وقطاع التسويق الالكتروني والتجارة الالكترونية، حيث عملت في هذين المجالين وأعتقد أن الشركة أو المؤسسة التي ستهتم بتوعية المستهلك والمجتمع سوف تزيد -قولا واحدا- من أرباحها ومبيعاتها
لا تزال الحكومة و منظمات المجتمع المجتمع المدني غائبين جميعا عن أداء دور أكثر حسما، وأوسع انتشارا إزاء ترشيد استخدام وتوظيف الانترنت لتحقيق الرقابة الشعبية وتعظيم الرفاهية المجتمعية وزيادة إنتاجية الموظفين وتوسيع قاعدة المستفيدين من خدماتها المختلفة. في حين يتجه جهاز خدمة المستهلك إلى فرض إجراءات وضوابط على عمليات البيع والشراء من المواقع الالكترونية طبقا لتصريح رئيس الجهاز في شهر مارس 2013 الماضي فإن الصمت المطبق هو السائد إزاء سوق سوداء للانترنت في مصر توظف الشباب في أعمال لا أخلاقية أبسطها الضغط على إعلانات المواقع التجارية مقابلة حفنة قروش يوميا (المزيد عن السوق السوداء للانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي هنا).
هل تعتقد أن التغطية الإعلامية لأخبار إلقاء الشرطة المصرية القبض على شبكة للنصب والاحتيال تستخدم الانترنت وإعلانات التسويق الالكتروني ستارا لأنشطتها، هل تعتقد أن هذه التغطية الإعلامية ستوثر سلبا على مواقع التجارة الالكترونية مثل سوق دوت كوم و موقع جوميا وموقع دوبيزل أو حتى على صناعة التسويق الالكتروني؟
تابعونا شركة New Egypt Consulting:
info@newegyptconsulting.com
أو تابعوني شخصيا هنا:
No comments:
Post a Comment