ناس كتير (وأنا منهم) شايفين إن توظيف الانترنت ضمن منظومة العمل الحكومي في مصر مش بالشكل الفعال بل إنّ هنالك عشرات الفرص الضائعة التي تهدر فرص دخل رائعة لهيئات حكومية تملك مواقع انترنت يمكن لكثيرين دفع الآلاف لنشر إعلانات عليها (موقع هيئة سكك حديد مصر مثلا) ناهيك عن إمكانيات Monetization لمكتبة التلفزيون المصري التي يمكن أن تدرّ على ماسبيرو (دون مبالغة) مئات الآلاف من الدولارات سنويا.
نرجع لموضوعنا عن مكافحة الفساد ونقول إن الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي تقدر تدعم صناع القرار داخل الهيئات الرقابية المختلفة (الرقابة الإدارية، منظمات المجتمع المدني، القطاعات الاقتصادية في شرطة التموين، إلخ).
مثلا، على أحد منتديات الانترنت الشهيرة بتواجد المصريين المغتربين فيها نشر مواطن سمى نفسه (الغريب) قصة فساد أحد أمناء الشرطة أثناء إبلاغه عن واقعة سرقة.
وقد نشرنا سابقا تقريرا عن استفادة الشركات من الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، والآن يمكن تلخيص فوائد وإيجابيات توظيف الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي لمكافحة الفساد:
1. الشفافية الكاملة: يتيح التفاعل السليم مع تغريدة (تويتة) تشكو من موظف مرتشٍ مثلا قدرا من الشفافية من المؤسسة أو الهيئة تجاه عملاءها ومواطنيها، في حين يعتبر تجاهلها مؤشرا سلبيا ولا شك. مثلا هل تتجاهل شركات الاتصالات شكاوى عملاءها؟ طبعا لأ بسبب تأثير ده على سمعتهم واسمهم.
2. الردع العام: حين يعرف ضابط في قسم شرطة أن مواطنا عاديا قد يفضح ابتزازه له عبر منتدى الكتروني متاح للجميع (بما فيهم إدارة التفتيش في وزارة الداخلية مثلا)، فإنّه سيعيد التفكير مرة أخرى قبل أن يخالف القانون واللوائح. وإذا أدرك أن تويتر يمكن أن تسبب تغريدة واحدة عليه في تخفيض رتبته فإنه سيعيد التفكير ألف مرة أخرى. وعلى الجانب الاقتصادي يمكن تطبيق ذلك على مهربي التموين المدعم والموظفين المرتشين وغير ذلك من المخالفات المتنوعة. إعلان هيئة الرقابة الإدارية مثلا عن صفحة رسمية على الفيسبوك يتيح للمواطنين التواصل معها بشكاواهم وملاحظاتهم سيكون عاملا فعالا مضادا للفساد والمحسوبية، إذ سيجد الموظف المرتشي نفسه مفضوحا أمام الملايين باسمه ووظيفته وربما صورته الشخصية.
3. التواصل الفوريّ: على عكس الشكاوى التي يتم إرسالها بالبريد أو الفاكس وتحتاج وقتا طويلا للتواصل مع مرسلها فضلا عن التحقيق فيها فإن التواصل مع أصحاب شكاوى الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي هو الأسرع وكذلك هو الأكثر شفافية.
4. مواجهة الروتين: تعاني الكثير من المؤسسات الحكومية من بيروقراطية منظومة صنع القرار، ومن ديكتاتورية بعض المدراء في اتخاذ قرارات هامة ومصيرية دون الاستعانة بالخبراء أو المختصين. تشكل الثقافة المصرية السائدة عائقا أمام تجاوز هذه المشكلة بشكل فعال. لــكـــن شكرا للفيسبوك وتويتر! الآن بإمكان وزارة التربية والتعليم -مثلا- التعرف على اقتراحات الطلاب وأولياء الأمور قبل اعتماد جدول امتحانات الثانوية العامة مثلا (بطبيعة الحال يمكن تنفيذ هذا عبر موقع خاص وليس بالضرورة عبر الفيسبوك وتويتر).
4. مواجهة الروتين: تعاني الكثير من المؤسسات الحكومية من بيروقراطية منظومة صنع القرار، ومن ديكتاتورية بعض المدراء في اتخاذ قرارات هامة ومصيرية دون الاستعانة بالخبراء أو المختصين. تشكل الثقافة المصرية السائدة عائقا أمام تجاوز هذه المشكلة بشكل فعال. لــكـــن شكرا للفيسبوك وتويتر! الآن بإمكان وزارة التربية والتعليم -مثلا- التعرف على اقتراحات الطلاب وأولياء الأمور قبل اعتماد جدول امتحانات الثانوية العامة مثلا (بطبيعة الحال يمكن تنفيذ هذا عبر موقع خاص وليس بالضرورة عبر الفيسبوك وتويتر).
5. حماية الأمن القومي: هنالك قاعدة في التسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي: إذا لم تكن موجودا لتتحدث عن نفسك، فإن الآخرين سيتحدثون عنك في غيابك وأنت الخاسر. في هذا الإطار فإن غياب مؤسسات مكافحة الفساد في مصر عن التواجد الفعال المعلن عبر الانترنت، هذا الغياب يضرّ ولا شك بالأمن القومي المصريّ إذ تتيح عدة مواقع انترنت مجهولة الهوية (غالبا) للمواطنين المصريين نشر شكاواهم وملاحظاتهم وتظلماتهم بما تحويه من تفاصيل حساسة ومعلومات سرية وأيضا من حقائق مفزعة وجرائم مذهلة كما هو منشور على هذا الموقع، وهذا الموقع. إنّ احتواء هذه الكوارث (حقا) لا يكون فقط بالعمل المخلص على حلها، وإنما كذلك في إتاحة وجود شفاف على الانترنت يتيح فعالية في حل المشكلات وتصحيح الأخطاء.
No comments:
Post a Comment