تصدّر #٥٠_سنة_بنشتغل_علشانك_في_صمت هاشتاج البنك التجاري الدولي في مصر "تريند" موقع تويتر سابقا إكس حاليا منذ صباح الإثنين 28 إبريل 2025 وحتى مساء الأربعاء أو الخميس نتيجة حملة إعلانية احتفالا بمرور خمسين عاما على إنشاء البنك المدرجة أسهمه في البورصة المصرية.
كمهندس متخصص في حملات التسويق الرقمي والعلاقات العامة منذ 2010 (دورة تدريبية مكثفة لمدة يومين مع أستاذيّ السيد والزميل المهندس فادي رمزي أستاذنا جميعا في هذه الصناعة اللي دايما بنتعلم منه (مثال واحد هنا شركة مخابز TBS المصرية الشهيرة) و السيد مايكل ليندر Michael Leander Nielsen من الدنمارك) وممارس لها منذ 1999 (تاريخ بدء اشتراكي في منتديات الانترنت) فإنني أميل للاعتقاد بأنّه لم يكن من الصواب إنفاق ميزانية دعاية وترويج احتفال البنك التجاري الدولي في مصر بهذه المناسبة على ترويج هاشتاجها - لماذا؟
1- المصريون لا يستخدمون منصة إكس كثيرا وهي ليست رائجة لدى شريحة كبيرة مقارنة بفيسبوك أو إنستاجرام مثلا:
وفقا لتقرير نشره عزيز أبو الخير في 22 يناير 2023 على النسخة الإنجليزية من موقع صحيفة الأهرام الالكتروني فإن 3.2% فقط من المصريين يستخدمون تويتر يوميا (مقارنة بنصفهم يستخدمون فيسبوك يوميا) بينما نشرت أمينة حسين على موقع أراب فاينانس في 16 نوفمبر 2024 أن أقل من 6 مليون شخص يسنخدمون تويتر سابقا (إكس حاليا) في مصر مقارنة بخمسين مليون يستخدمون فيسبوك
في الوقت الذي لا يهتم فيه البنك التجاري الدولي كثيرا بالرد المناسب على المتفاعلين مع منشورات حسابه الرسمي على المنصة غير الشعبية إكس X فإنّ الغريب هو إصرار البنك على إنفاق آلاف الدولارات سنويا بهدف توثيق حسابه الرسمي. صحيح أن رقم 2000 دولار سنويا أو 12ألف دولار سنويا (حسب درجة التوثيق بالعلامة الذهبية) هو رقم زهيد بالنظر إلى ميزانية أي بنك تجاري إلا أنّه بالقياس إلى العائد على الاستثمار فهذه مبالغ تنفق على خسارة محققة وليست استثمارا مجديا
2- حين الضغط على الهاشتاج لتصفح محتواه فإنك تفاجأ بتغريدات وبمنشورات لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بالهاشتاج أو حتى بقطاع البنوك. قد يرد البعض بأن من الطبيعي أن يستغل بعض المسوقين هذا الهاشتاج الجاري ترويجه للبرشطة عليه باللهجة المصرية العامية أو بالإنجليزية لعمل اختطاف له
Trends Hijacking
بهدف الترويج لمنتجات ولأفكار ولخدمات باعتبار الهاشتاج محط أنظار الجميع
وهذا الردّ صحيح لكن الغير طبيعي هو غياب التنسيق بين إدارة الحملة الإعلانية وفريق التسويق الرقمي فيها وبين قيادات وموظفي البنك وعملاءه ومورديه والمؤثرين المختلفين بحيث يشاركوا بكتابة منشورات وتغريدات على حساباتهم الشخصية والرسمية على موقع إكس X متضمنة استخدام الهاشتاج بحيث يراها المتصفحون الفضوليون للهاشتاج حين يروه متصدرا التريند في مصر فتكون منشوراتهم دعاية للبنك وشهرة إضافية لناشريها وإيصالا لصوتهم ولحساباتهم لجمهور أوسع وبالتالي يكون الكل رابحا
وبناء عليه وطالما غاب التنسيق فلم يكن هنالك معنى لترويج الهاشتاج كتريند وقد يكون الأفضل هو ترويج الفيديو نفسه مع إضافة الهاشتاج إلى منشور الفيديو
3- المحتوى الوحيد ذي الصلة بالبنك الذي يظهر لأول وهلة حين الضغط على الهاشتاج لتصفح محتواه كان إعلان فيديو مدته نحو مائة ثانية صادر عن الحساب الرسمي للبنك التجاري الدولي:
https://x.com/CIB_EG_OFFICIAL/status/1916234579784175690
فجر يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من إبريل كانت مشاهدات الفيديو لا تتجاوز الثلاثة ملايين ومائتي ألف مشاهدة والألف إعجاب و نحو سبعين ردا ومثلهم كإعادة نشر كما في الصورة أدناه
أما الآن (الثالثة ظهر الخامس من مايو 2025) فقد حصد الفيديو 13 مليون مشاهدة كنتيجة طبيعية للإعلان الترويجي وهذا الرقم الضخم لا يعني بالضرورة أنهم شاهدوا الفيديو كاملا وإنّما يحسب من شاهد ولو ثانية واحدة منه ثم تجاهله - حصد الفيديو كذلك 2800 إعجاب و أعيد نشره فقط 219 مرة ومثلها تقريبا في عدد الردود عليه وهي كما هو واضح أرقام ضئيلة وهزيلة جدا بسبب تجاهل البنك لإشراك المؤثرين والعملاء والموردين والموظفين في التفاعل عبر الهاشتاج
قلة تفاعل مستخدمي منصة إكس X (أو تويتر سابقا) مع منشور الفيديو الذي تم ترويجه كإعلان مدفوع من أسبابها غياب الردود الاحترافية من جانب موظف إدارة الحساب الرسمي للبنك على تعليقات المستخدمين حيث كانت ردوده مجرد عبارة مكررة لا علاقة لها أحيانا بالتغريدة أو بالرد الذي يتفاعل معه!
مثلا كتب أحدهم "الحقيقة انه اسوأ بنك في تعامل القروض والحسابات وليس له فروع كافية في محافظات مصر وايضا لا يهتم بخدمة عملائه بطريقة لائقة وايضا يفشي اسرار عملائه لخدمة بنوك اخري اخر مره تعامل معاه الحمد لله" فبدلا من الرد عليه بعدد فروع البنك وعدد محافظات تواجده ومتوسط عدد الفروع في كل المحافظات مع تأكيد التزام البنك بقواعد البنوك وقوانينها وتعليمات البنك المركزي في الحفاظ على سرية الحسابات وبدلا من التأكيد على جودة خدمة العملاء (عدد الموظفين، عدد ساعات العمل، إتاحة أكثر من وسيلة تواصل، إلخ) وبدلا من سؤال العميل عن شكواه المحددة أو طلب إرساله التفاصيل - بدلا من كل ذلك اكتفى موظف الحساب بهذا الرد المكرّر الذي يخلو حتى من طلب رقم حساب العميل لفحصه ومراجعته قبل التواصل معه
"
نعتذر عن عدم حصول حضرتك على مستوى الخدمة المطلوب. يرجى إرسال رقم الموبايل واسم المستخدم على X على الإيميل التالي Socialmedia.support@cibeg.com وسيقوم أحد ممثلي خدمة العملاء بالتواصل معك لحل المشكلة.
"
كان الأفضل والأسرع والأسهل للعميل مطالبته في الرد أن يرسل رقم هاتفه كرسالة مباشرة على منصة X نفسها مع إرسال ذلك له في رسالة خاصة لحسابه ولكن يبدو أن إدارة حساب البنك على المنصة منفصلة تماما عن البنك نفسه وحتى في هذه الحالة فكان ينبغي رفع العبء عن العميل بحيث لا يحتاج في أولى مراحل التواصل لإبلاغ شكواه أو ملاحظته لإرسال بريد الكتروني برقم هاتفه وأن يقوم الموظفون المسؤولون عن إدارة حساب البنك الرسمي على المنصة بإرسال ذلك منهم لإدارة البنك مباشرة
مثال آخر عميلة كتبت "20سنه منهم كنت عميلة عندكم بس قفلت الحساب بسبب غباء الموظفين اللى عندكم" فكان رد الحساب الرسمي للبنك التجاري الدولي هو: "اهلاً بحضرتك ،
نعتذر عن عدم حصولك على مستوى الخدمة المطلوب. يرجى إرسال رقم الموبايل واسم المستخدم على X لـ Socialmedia.support@cibeg.com وسيقوم أحد ممثلي خدمة العملاء بالتواصل معك قريبًا."
الرد كانت غرابته في وعده بالتواصل قريبا وهو ما يفتح الأفق أمام انتظار الرد لما لا نهاية بدلا من تحديد مدة زمنية واضحة مثلا سيقوم أحد ممثلي خدمة العملاء بالتواصل مع حضرتك خلال 24 ساعة أو خلال يومي عمل على الأكثر. الرد تجاهل أيضا الدفاع عن موظفي البنك وأنهم على قدر من الكفاءة والمهارة ولكن من الوارد حدوث أخطاء ونحن نرحب بمعرفتها كي نعالجها ونمنع تكرارها وأيضا كي نتشرف بحضرتك كعميلة لدينا مجددا مثلا
4- ميزانية إعلانية ضخمة بدون عائد يوازي الإنفاق -غالبا-: يستحيل لأي شخص أو وكالة إعلانات بدء حملة إعلانية لنشر وترويج هاشتاج ليكون رائجا أو تريند في بلد ما باستخدام مدير إعلانات منصة تويتر سابقا إكس X حاليا حيث إن هذا النوع من الإعلانات يتطلب التواصل المباشر مع إدارة المبيعات لطلب الحصول على خدمة Spotlight Takeovers التي تتيح لهاشتاج واحد فقط أن يكون تريند كإعلان مدفوع الأجر في يوم واحد في الدولة الواحدة وهنا التفاصيل من الموقع الرسمي:
https://business.x.com/en/products/spotlight-takeovers
حسبما هو منشور ومتداول في عدد من المواقع ذات الصلة بقطاعي الإعلام الرقمي والتسويق الالكتروني فإنّ الحد الأدنى للتكلفة اليومية لميزانية ترويج هاشتاج يتصدر التريند في دولة ما يتراوح حسبما هو منشور ومتداول يصل إلى مائة ألف دولار أمريكي بل و مائتي ألف دولار أمريكي لكن صديقنا الجديد تشات جي بي تي أفاد بأن التكلفة لترويج الهاشتاج في مصر لليوم الواحد تتراوح ما بين 30000 إلى 50000 دولار أمريكي (حين سألته عن المصدر امتنع عن الإجابة ويبدو أنها مستقاة من مدخلات قام بها آخرون للنظام لديه فاستفاد منها في توليد الإجابات بغض النظر عن دقتها)
حيث إن المؤسسات الإعلامية عادة تتعامل مع البنوك التجارية وخصوصا المساهمة منها وفق قواعد العرض والطلب فإنني أتوقع أن البنك التجاري الدولي طولب بسداد مائتي ألف دولار أمريكي عن اليوم الواحد وحيث إنّ الحملة قد استمرت لمدة ثلاثة أيام على الأقل فإننا نتحدث عن ستمائة ألف دولار أمريكي (أكثر من ثلاثين مليون جنيه مصري) كتكلفة لحملة إعلانات تويتر احتفالا بمرور خمسين عاما على إنشاء البنك التجاري الدولي
يتابع الحساب الرسمي على منصة إكس الخاص بالبنك التجاري الدولي في مصر حاليا (الخامس من مايو) ألفان وثمانمائة وثلاثة وستون متابعا فقط لا غير
2,863
لو افترضنا أن الحساب كان قبل بدء الحملة الإعلانية يتابعه نصف هذا العدد أو حتى مائة متابع فقط فإن تكلفة المتابع الواحد هي 222 دولارا أمريكيا تقريبا وهو رقم يزيد كثيرا عما لو كان البنك قد روّج للحساب عبر حملة إعلانات تستهدف زيادة متابعيه
قد يقول قائل بأن العائد من هذه الحملة الإعلانية هو عدد مشاهدات فيديو الإعلان ومعرفة كثيرين بالبنك وأنه عريق نسبيا لكونه أنشيء منذ خمسين عاما - وهذا مردود عليه بأن سعر المشاهدة الواحدة ضمن حملة إعلانية لترويج نفس الفيديو على فيسبوك أو يوتيوب سيكون سعرها أقل كثيرا من سعر المشاهدة الواحدة على منصة إكس
لو شركة حضرتك محتاجة استشارة قبل بدء حملة إعلانية أو لتطوير أداء التسويق الرقمي بهدف زيادتك مبيعات متجرك الالكتروني 10أضعاف بدون إعلانات كما نجحنا في ذلك مع مونجيني مصر تواصلوا معي:
m.abdulmuttaleb [at] yahoo [dot] com
محمول 01212430121
https://www.linkedin.com/in/muhamedabuahmad
